isc2020
المؤتمر الدولي الرابع
تعريف عام
يُعد إقليم الجزيرة الفراتية من الأقاليم التي تتميّز بموقع جغرافي واستراتيجي مهم في كُردستان والمنطقة العربية، يمتاز هذا الإقليم بحضوره البارز في مختلف عصور التاريخ، ولعل العهد الذهبي لهذا الإقليم كان في التاريخ القديم والوسيط (الإسلامي)؛ فقد نشأت في هذه المنطقة دول وحضارات من أبرزها: الدولتان الميتانية والآشورية في التاريخ القديم، والحمدانيون والزنكيون والأيوبيون في التاريخ الوسيط (الإسلامي)، أما في العصر الحديث فقامت فيها إمارات كُردية عديدة لعل أبرزها وأكثرها قوة هي الإمارة البوتانية.
عند البحث عن حيثيات تاريخ المنطقة في العصر الحديث يتشابه مصير هذا الإقليم بدرجة كبيرة مع مصير كُردستان، ويمكن القول بأنه نسخة مصغرة من كُردستان، فكُردستان قسمت أراضيها بين أربع دول هي: تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وإقليم الجزيرة الفراتية قُسِّم كذلك بين ثلاث دول هي: تركيا، العراق، سوريا، علماً بانها كانت إقليماً موحداً ضمن حدود الدولة العثمانية حتى بعد الحرب العالمية الأولى.
الرؤية
إلقاء الضوء على الجوانب المعقدة من تاريخ الجزيرة الفراتية، والإجابة عن أسئلة عديدة الهدف منها هو رفع الستار عن واقع الحياة في هذا الإقليم، منها مثلاً: ما التكوين القومي للجزيرة عبر عصور التاريخ المختلفة؟ ما العلاقات بين الأقوام الساكنة فيها؟ متابعة التغييرات الأثنية والقومية التي شهدتها هذه الجزيرة حتى بعد الحرب العالمية الأولى؟ كيف تعايش الناس مع ظهور الأديان والفرق الدينية المختلفة وانتشارها في الجزيرة؟ كيف أثرت سياسة الإمبراطوريات في التاريخ القديم والوسيط، وسياسة الدول الكبرى في العصر الحديث على واقع الحياة في الجزيرة الفراتية ومستقبلها؟
الأهداف
السبب الرئيس لاختيار اسم (الكُرد وإقليم الجزيرة الفراتية: تاريخ وحضارة ولغة وأدب) عنواناً لهذا المؤتمر وذلك لأن معظم سكانها القاطنين في القسم الشمالي منه هم من الكُرد منذ القدم، والذي يُعد أحد الأقاليم المهمة التي تشكل كُردستان، بضمها إلى بعضها رقعة جغرافية واسعة واستراتيجية، واحتوائها على كتلة بشرية كثيفة طيلة عصور التاريخ، وكذلك إلقاء الضوء على النواحي الاجتماعية، والاقتصادية، واللغوية التي كونت الهوية القومية والثقافية للجزيرة، ومحاولة فهم الحياة البشرية فيها على أسس علمية طيلة عصور التاريخ.
التسمية
سُمِّيَ هذا الإقليم بالجزيرة الفراتية، لسببين: الأول: لكونه يقع في حوض نهر الفرات ويمتد حدوده إلى نهر الزاب الكبير أحد روافد نهر دجلة وهي بذلك يشكل شبه جزيرة متكاملة يحيط بها أراضي نهر الفرات من ثلاث جهات: الشمال والغرب والجنوب، وهناك من يقول بأن تسمية الفرات قد أُلصقت بإقليم الجزيرة وذلك لتمييزها عن اسم جزيرة العرب، لذلك اشتهر هذا الإقليم باسم الجزيرة الفراتية.
الحدود الجغرافية وسكانها
والمعلومات بخصوص الحدود الجغرافية لهذا الإقليم فما زالت مبهمة إلى حد ما، فمن المعروف في الوقت الحالي أن اسم الجزيرة الفراتية يطلق الآن على الأراضي الواقعة بين محافظة نينوى في العراق والحسكة في سوريا، ولكن تاريخياً شمل هذا الإقليم مناطق عديدة يمتد حدوده من الضفة الشرقية لنهر الفرات وتحديداً من منطقة كوباني (عين العرب) شرقاً على الحدود السورية التركية إلى البوكمال على الحدود السورية العراقية، في داخل الدولة العراقية الحالية يمتد حدوده من عانة جنوباً لتشمل محافظات: نينوى وصلاح الدين ودهوك وجزءاً من محافظة أربيل، أما حدوده الشمالية فتقع في داخل الدولة التركية وتشمل المناطق من شرناخ إلى جزيرة بوتان وحصنكيفا وسيرت وباتمان وماردين والازيغ ودياربكر وأورفا لتنتهي مرة أخرى وتلتقي مع الحدود السورية عند ضفاف شرق نهر الفرات.
وبنظرة دقيقة وفاحصة إلى منطقة الجزيرة الفراتية يظهر تنوعها الأثني، والقومي، والديني، فقد سكنت في هذه الجزيرة أقوام عديدة مثل: الكُرد، والعرب، والسريان، والكُرد الايزيديون، والآشوريون، والكلدان، والأرمن، والتركمان، ويتدين ساكنوها بأديان عدة مثل الإسلام، المسيحية، اليهودية، اليزيدية، لذلك نجد اختلافاً كبيراً بين ساكنيها سواء من الناحية القومية واللغوية أو الدينية، وعلى الرغم من بعض تشنجات التاريخ ولكن عاش أهالي الجزيرة بعضهم مع البعض كأنهم أصحاب لون، وعرق، ودين واحد.
القسم الكُردي من الجزيرة الفراتية
عند دراسة تاريخ الجزيرة الفراتية يتبين أن هناك قوميتين اثنتين قد تحكمتا في مصيرها وكانت لهما اليد الطولى في أحداثها التاريخية على باقي القوميات الأخرى فيها وهما: الكُردية والعربية، ويظهر بأن النصف الشمالي من الجزيرة ذو طابع كُردي، والنصف السفلي من الجزيرة ذو طابع عربي، لذلك سيكون التركز في هذا المؤتمر على القسم الكُردي من الجزيرة الفراتية والذي يمكن أن يطلق عليه اسم (الجزيرة الكُردية)، ويمكن تحديد حدوده الجغرافية بالخط الذي يمتد من كوباني (عين العرب) على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية-التركية لتشمل أغلب أراضي محافظة الحسكة في كُردستان سوريا ولتنتهي عند منطقة قضاء سنجار، وضمن الحدود العراقية تبدأ حدود القسم الُكردي من الجزيرة الفراتية من سنجار مروراً بأغلب المناطق الشمالية لمحافظة نينوى حتى قضاء عقرة ولتشمل محافظة دهوك كلها، ولتبدأ حدودها في تركيا من منطقة شيرناخ وتشمل مدن: سيرت، وباطمان، وجزيرة بوتان، وحصنكيفا، والازيغ، ودياربكر، واورفا، ولتلتقي مرة أخرى بالحدود السورية على الضفة الشرقية لنهر الفرات.